تقرير: الجماعات المتشددة تقتل نحو 19 ألف شخص في أفريقيا خلال 2024

أكد مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية ، ومقره واشنطن ، استمرار سقوط الضحايا والأحداث العنيفة المرتبطة بالجماعات المسلحة المتشددة في أفريقيا بوتيرة شبه قياسية تقترب من 19 ألف شخص خلال العام الماضي ، فيما كانت منطقة الساحل والصومال مسؤولة عن 79% من حالات الوفيات في القارة.

وأشار مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في تقرير بعنوان (الجماعات الإسلامية المسلحة في أفريقيا تواصل وتيرة القتل المرتفعة) إلى أن منطقة الساحل تعد الأكثر فتكًا في القارة للعام الرابع على التوالي.

ولفت التقرير إلى أن التقديرات تشير إلى أن عدد القتلى المرتبط بالعنف في منطقة الساحل بلغ أكثر من 10 الالاف العام المنصرم، ويمثل هذا 55 بالمائة من إجمالي الوفيات في القارة.

ولفت إلى أن منطقة الساحل تمثل أيضًا أكبر معدل لانتشار العنف ضد المدنيين ــ وهو مقياس للاستهداف المباشر للمدنيين من جانب الجماعات المسلحة المتشددة، وتمثل المنطقة ٦٧ بالمائة (١٨٤٠) من هذه الوفيات بين المدنيين في القارة، وجاءت منطقة حوض بحيرة تشاد في المرتبة الثانية، حيث شهدت ٢٤% (٦٧٠) من وفيات المدنيين.

وقد شهدت ثلاث مناطق ٩٨% من الوفيات المبلغ عنها المرتبطة بالجماعات المسلحة في القارة، وهي: منطقة الساحل (٥٥%)، والصومال (٢٤%)، وحوض بحيرة تشاد (١٩%)، كما شهدت كل من موزمبيق وشمال أفريقيا زيادة في الأنشطة العنيفة والإبلاغ عن وفيات بعد انخفاضات مطردة في السنوات السابقة، ومع ذلك، لا تشكل المنطقتان سوى ٢% من الوفيات ذات الصلة.

وعن الجماعات المسلحة الأكثر نشاطاً، ذكر التقرير أن ٨٥ بالمائة من الأحداث العنيفة والوفيات المرتبطة بالجماعات المتشددة في منطقة الساحل في عام ٢٠٢٤، نُسبت إلى تحالف جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" ، وخاصةً جبهة تحرير "ماسينا وأنصار الإسلام" ، مضيفاً أن تنظيم "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" (المعروف أيضًا باسم ولاية الدولة الإسلامية في الساحل) يرتبط بنحو ١٥ في المائة من الأحداث العنيفة والوفيات في منطقة الساحل. 

وبين أن تنظيم "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" يظل أكثر نشاطًا في النيجر، حيث يتحمل المسؤولية عن ٨٦% من جميع أعمال العنف ضد المدنيين، فيما أصبحت بوركينا فاسو مركزًا لعنف الجماعات في منطقة الساحل منذ عام ٢٠١٩، وتمثل البلاد ٦١ في المائة من الوفيات المرتبطة بالجماعات الإسلامية في منطقة الساحل (٦٣٨٩) في عام ٢٠٢٤، ويقارن هذا بنسبة ٢٣% من الوفيات المبلغ عنها في مالي (٢٤٤٣ حالة وفاة)، مما يسلط الضوء على التوسع السريع للتمرد في بوركينا فاسو بمجرد امتداده من مالي.

وتشير أفضل التقديرات إلى أن هناك الآن أكثر من أربعة ملايين نازح من بوركينا فاسو ومالي والنيجر، وقد تم تهجير حوالي ٣ ملايين مواطن من بوركينا فاسو (١٠ في المائة من السكان) فقط قسرًا.

في غضون ذلك، أكد تقرير مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية أن الصومال شهدت انخفاضًا بنسبة ٤١ في المائة في عدد القتلى في عام ٢٠٢٤، حيث أصبح عدد القتلى (٤٤٨٢) مقارنة بمستويات ما قبل عام ٢٠٢٢، عندما شنت الحكومة الفيدرالية الصومالية هجومًا كبيرًا ضد حركة الشباب، وكانت غالبية الأحداث العنيفة مرتبطة بالمواجهات الحكومية (٦٦%)، وهو ما يعكس التركيز المستمر لقوات الأمن ضد حركة الشباب .

وفي كينيا، انعكس الانخفاض في الأحداث العنيفة والوفيات المرتبطة بحركة الشباب في الصومال على المناطق الحدودية الكينية، وشهدت كينيا انخفاضًا بنسبة ١١% في الأنشطة العنيفة المرتبطة بحركة الشباب (إلى ١٠٩ أحداث) وانخفاضًا بنسبة ٣٢% في عدد القتلى (إلى ١٨٨ شخص) اعتبارًا من عام ٢٠٢٣.

وفي حوض بحيرة تشاد، انخفض عدد القتلى المرتبطين بالجماعات الإسلامية بنسبة ٤% مقارنةً بالعام السابق (إلى ٣٦٢٧ شخص)، ومع ذلك، تظل المنطقة ثالث أكثر المناطق عنفًا وفتكًا في القارة، حيث تشهد ٢١% من جميع الأحداث العنيفة و١٩% من جميع الوفيات المرتبطة بالجماعات المتشددة.

وأوضح التقرير أنه لأول مرة، شهدت الكاميرون عددًا أكبر من الأحداث العنيفة المرتبطة بالجماعات المسلحة (711 شخص) مقارنةً بنيجيريا (592 شخص)، وتظل منطقة شمال شرق نيجيريا مركزًا لنشاط الجماعات المتشددة في حوض بحيرة تشاد، حيث تمثل ٦٦% من جميع القتلى في المنطقة خلال العام الماضي.

وارتبطت جماعتا "بوكو حرام" و"تنظيم الدولة الإسلامية" في غرب أفريقيا بأعداد متساوية تقريبًا من الأحداث العنيفة والوفيات في عام ٢٠٢٤، وهو ما يمثل استمرارًا للنمط الذي لوحظ منذ عام ٢٠٢٢، فيما كانت جماعة "أنصار الإسلام"، التي تقع في شمال غرب نيجيريا، غائبةً إلى حد كبير، فيما تواصل المجموعتان القتال للسيطرة على الأراضي والموارد والمقاتلين، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.

ولفت التقرير إلى أن عنف الجماعات المسلحة يختلف، عن الجماعات المتنامية باستمرار من الجماعات الإجرامية المنظمة (قطاع الطرق) التي تعمل في شمال غرب نيجيريا، وتشير التقديرات إلى أن جريمة (قطاع الطرق) كانت مسؤولة عن ١٣٨٠ حادث عنف و٣٩٨٠ حالة وفاة في عام ٢٠٢٤، ويعادل هذا تقريبًا ١٣٩٢ حدث عنف و٣٦٢٧ حالة وفاة مرتبطة بالجماعات المتشددة خلال نفس الفترة الزمنية في نيجيريا.

 

وفي شمال موزمبيق، شهدت المنطقة ارتفاع أعداد القتلى نتيجة للعنف في شمال موزمبيق بنسبة ٣٦ في المائة (إلى ٣٤٩ حالة وفاة) في عام ٢٠٢٤، وهو ما يواصل مساره التصاعدي في السنوات الأخيرة، ويرجع الجزء الأكبر من هذا الارتفاع إلى الزيادة الحادة فى أعمال العنف ضد المدنيين، وشكلت الحوادث الـ١٢٢ التي استهدفت المدنيين ما نسبته ٥٢% من إجمالي ٢٣٦ حادث عنف في عام ٢٠٢٤.

إلى ذلك، أكد التقرير انخفاض الأحداث العنيفة المرتبطة بالجماعات المتشددة في منطقة شمال أفريقيا ولم يتم الإبلاغ إلا عن ١٠ أحداث تسببت في ١٧ حالة وفاة في عام ٢٠٢٤.

يشار إلى أن مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية يعد مؤسسة أكاديمية داخل وزارة الدفاع الأمريكية أنشأها وتمولها الكونجرس لدراسة القضايا الأمنية المتعلقة بأفريقيا وتعمل كمنتدى للبحوث الثنائية والمتعددة الأطراف والاتصالات والتدريب وتبادل الأفكار.

 

المصدر: https://rosaelyoussef.com/1286119/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%...