ولد أحمد عيشة لبيجل: الثقافة البيظانية هي معيار الانتساب للمجتمع

ليس من طبيعتي الرد على ما ينشر في الفضاء الافتراضي ، و لم و لن أعتمد هذا الفضاء المجنون ساحة للنقاش ، خاصة إذا كان النقاش جديا . لكن الرئيس بيجل ولد هميد عندما يذكر إسمي في تدوينة ، يكون من المكابرة أن لا أعتبرها وساما يمكن الاعتزاز به ، نظرا لما للرجل من مكانة اجتماعية وسياسية يعترف بها الجميع . لذلك ، كان لا بد من  توضيح بعض الأمور :

البيظان بالنسبة لي مجتمع واحد .

والثقافة البيظانية هي المعيار الأهم للانتساب لهذا المجتمع ؛ أي أن كل من يتكلم الحسانية ويلبس الدراعة و يستمع إلى التيدينيت فهو بيظاني . و لهذا ، أعتبر ولد ابن المقداد و فريد و ولد يحيى انجاي من أهم رموز البيظان.

الحرطاني تسمية طبقية مثل العربي و الزاوي و ايكيو و لمعلم وازناكي…إلخ.. و لكل منهم الحق في تسلق سلم السيادة الاجتماعية . و الأمثلة أكثر من أن تحصي . و ليس هناك أدل على ذلك  أكثر من مكانة بيجل و أسلافه في ولاية الترارزة و التي لا يمكن لأي تروزي مهما بلغ من المكابرة إلا أن يسلم بها ، كما أن كل الاسماء الحرطانية التي ذكرتم في التدوينة لم يعترض أي كان على مكانتهم و لا على الأدوار التي قاموا بها كل من موقعه . و هنا ، لابد أن أذكركم أن المجتمع البيظاني والذي يعتبر موغلا في التصوف لم يقرن تسمية الولي إلا بشخص واحد هو خالد الذكر ((بلال الولي)) . و قد تتلمذ عليه الكثير من أعيان الزوايا والعرب ويعتبر قبره اليوم من أهم المزارات في البلاد. كما أن من أهم دفعات الضباط التي  تخرجت من المدرسة العسكرية في أطار  ، كانت على اسم الضابط البطل انتاجو ولد السالك الذي استشهد في معركة أركميم و هو حرطاني أنتمي وإياه لنفس الحاضنة الاجتماعية.

السيد الرئيس ،

لابد أن أنبهكم ، حول ما أشرتم إليه بخصوص تصريح متلفز في مناظرة أجريتها في وقت كان مجتمع البيظان على حافة الانقسام والتشرذم ، لأسباب يضيق المقام عن ذكرها  ، إلى أنَّ ما قلته حينها كان محاولة أعتبر أنني قمت فيها بدور إيجابي ومطلوب ،كما ألفتُ انتباهكم إلى أن عبد الله بن ياسين الجزولي المتوفي سنة  1059 المؤسس لدولة المرابطين ( قبل أخذ أول صورة في تاريخ البشرية سنة 1839)  ، كان وسيبقي عظيما و لا عبرة بلونه لأنكم سيدي الرئيس ، الدليل الحي على أن اللون في مجتمع البيظان لم يميز أو يمنع تميز أي مُستحِق رغم حمولة الذاكرة بما يسيء إلى البشرية في كل مكان من العالم ، من خزعبلات التفاوت في الأعراق و الدماء و الأصول ، حصره الإسلام في التقوى ، ليصرخ بها الفاروق عاليا "ضاع النسب" ..

لا شيء يمنع الحرطاني و لا غيره في مجتمع البيظان من أن يكون محل إجماع في الفضل والرئاسة و لم يشهد مجتمع البيظان ـ حسب علمي ـ إجماعا في تاريخه ، أكبر من إجماع جبهة الدفاع عن الديمقراطية على  الزعيم مسعود ولد بلخير، بما يفند كل ما يمكن أن يقال في هذا المجال .

 و لا علم لي في الاخير ، بمن تتجسد في أخلاقه و مواقفه و التزامه سجايا البيظان أكثر من الرئيس بيجل ولد هميد أطال الله عمره . و كل قناعتي أن لا خوف على لحمة موريتانيا بوجود أمثاله لأن بيجل خلق مدرسة في الوطنية لا تخفى آثارها في سلوك أبناء منطقته … الوطن يحتاج نشرها في كل جهاته.

داوود ولد احمد عيشه

رئيس حزب نداء الوطن