بينَ العطاء والمنع بضع خطوات..
في قاعة العمليات الأولى كانت تستقبل سيدةٌ مولودها الأول وهو يخرجُ من رحمها ،
و في القاعة المجاورة تودعُ أخرى علقةً خارِج رحمِها..
كلاهُما تنظران إلى الحياة بوجل ووحده الله خيرٌ حافظا ..
حسبي أن أرباب الطب عليهم من الحُجج ما ليس على سواهم، فرؤية مخلوقٍ يخرُج من رحم مخلوقٍ آخر هي صورة يقين، يقول ربي تعالى ذكره: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
[ النحل: 78]
هذا أنا يارب، خرجتُ من بطن أمي لا أعلم شيئا، وجعلتَ لي البصر والسمع والفؤاد مفاتحًا للعلم فعلمتُ يقينًا أنك مولى كل هذا والقادر عليه .
لا أدري صدقًا ما الذي قد يدفعُ المرء ليُغامر بحياته لأجل حياة آخر، ولا أدري أنّى للأمهات أن ينظرن تلك النظرة الحنونة صوب أطفالهن ولم يكدن يلتقطن أنفاسهن بعدُ من ألم المخاض، ولا أيضا أدري كيف يجحد بالآية من أبصرها!
سُبحانك ما قدرناك حق قدرك...