كَيدهن!
......ا
المكائد بالجمع، سلاح الضعيف الذي لا يستطيع المواجهة.. أمَّا بعض الكيد بالمفرد، فسلاح المرأة الطريف، وقد تُحَمِّله همساتٍ دافئة وبخورًا حالمًا، وقد تُحَمّله رؤوسا نووية فتاكة، حَسَبْ!
على طرف مكالمة عابرة، كنتُ أتبادل وصديقتي (....) دردشة من تلك التافهة كرَسْمِ الذَّبذبات، تَصعد ليسَ عاليًّا مع الضحك، وتهبط لا لحدِّ السقوط مع النَّبش، وكان جوهرها مستجدَّات غرائب عالَم العَتَمَة الاجتماعية، وآخرها استظهار زواج هنُّون في السِّر،.. هذا العالم تخشاه كثيرا نساء مثلنا، وتَرغبن جدًّا في تفويت تفاصيله على أزواجهن من باب التَّعميَّة، حتى لا يستيقظ فيهم مارد النزوات بالعدوى السَّمعية، وذلك أوْهَنُ الأسباب، فبما أنَّ الفُرجة على اللَّعب في هذا الدوري مغلقة أمام ربات البيوت، يشعرن بعد كل "اتْرنْد سِرِّيه" وكأنَّ النَّار "لَحْگت لِخوالف" فجأةً.
في معرض الدردشة، سألتني صديقتي:«أين وصلت دفعة زين العابدين للتَّزويج بالخمسين؟»، فقلتُ: «ما المسؤول بأعلم من السائل»، وأبديتُ لها خشيتي أصلاً من تداول النساء في عالم الأعمال ،.. من يدري؟،.. قد تكون الخطوة اللاحقة تقديم المَصارف المحلية لتسهيلات تسليف الزَّوجات،.. كأنْ يتأوَّل الرجل منهم فيأخذ زوجة بقرض ميسَّرٍ على دفعاتٍ، وامْنينْ تطلع افراصو وللَّ وتدحسو، يمْتَنع عن دفع الأقساط بحجة أنها معاملة ربوية فيها شُبهة، ومن المنكرات التمادي في كبائر المَلاَّتْ، إگوم البنك وإسَيْزر الزوجة - القرض، وإرَشَمِزيها وإسَلَّفْها الواحد أوخر، ويگبظ هو قرض متعة جديد، وهكذا.
صديقتي كثيرة القصص المُفزعة كدعاة المواعظ الألكترونية،.. استَرسَلت معي في جديدها من الأخبار فقالت: «حدَّثني زميلي في الشغل، أنَّ صديقه الحميم لـمًّا استشعر منه التململ من الوحدة، بعد ذهاب زوجته لتطبيب والدتها في الخارج، نصحه بالزواج سرًّا، امتنع بداية ثم استجاب تحت ضغطه،.. قدَّمه لدلاَّلة ذات خبرة معتبرة، حدّدت له الفئات، فاختار الفئة (ج) الأرخص، أحضرت فتاة في العشرين، قَبِلَ بها، انتقلوا لبنود المعاملة، 200 ألف قديمة للفتاة، 50 ألف عمولة الدّلالة ومثلها لخدمات العقَّاد ويلعب دور الولي في آن!.. لم يوافق "العريس" عن عجزٍ، فما بحوزته لا يتجاوز قيمة المهر المحدد فقط،.. ثم انصرف.
أمام بيت الدلالة التحقت به الفتاة، وأشارت عليه بتدبير عقًّاد من لدُنهُ أو من لدُنها، وبالتالي البقاء في حدود امكانياته، فقَبل»
إلى هنا والقصة نمطيَّة عاديَّة..
أحسَسْتُ بشاغلٍ صَرَف انتباه صديقتي عن الاسترسال، سألتها:«ادخل اعليك حد؟»، فقالت:«كيفتشي!»، ثم تابعت القصة:«واصل السيد لقاءاته السِّرية بالفتاة حتى بعد عودة زوجته، وبشكل متقطع إذ كثيرا ما تَتَحجَّجُ بالمرض أو بالانشغال بأسرتها فتطيل الغياب، وفي يوم ترجَّته تطليقها وألحَّت عليه، فطلَّقها.. ثم يَمَّمَ شَطْر الدَّلالة يحمل رغبة جديدة في فرصة متعة أخرى، فعاتبته قائلة: «شوف، الطفله إلِّي أبَيتْ تعطي فيها اثلِتْ ميتْ ألف حاجلَّكْ، عرَّصْتهانَ اثلتْ أيام عاگبكْ بمليون!.. صُعق التعيس حدَّ الإغماء، لقد كان زوجًا ثانيا!».
سمعتُ من الهاتف صوتًا يُخاطب صديقتي، فقلتُ لها: «سأقطع المكالمة، ما دمتِ مشغولة»، فردَّت: «العكس، ابگايْ اعل الخط لاهي نگفل أورَا افلان (زوجها)».. غابت لدقائق قليلة ثم عادت.
گالتلي: «شفت ذيك ادْرامَا التاليه إلِّي فيها عن السَّيد اكتشف أنْ الطفله امظايره بيه واعليهْ بواحدْ أوخَر وكيتًا وكيْتْ، ذاك خيالْ ناشيتو آنَ من تحت صَفْتي حالاً،.. ادخَل اعليّ افلان (زوجها) وعاد واگف عند راصي كاسرْ وذنو لمْرِدِّتْ امنادمْ ويتبسَّمْ، واخترت نصدمو بعد إلينْ انطلصت منُّو "الله أكبر" الفوگْ،.. لعلَّ باط يخسر تخمامو، On sait jamais..
كَيْدُهن!
تحياتي .