فرحت امس بملامسة هذا الكتاب المرفق غلافه وفهرسه،أول مرة، بعد صدوره في شهر مايو الماضي، حيث أبت مؤسسة آفاق-دار نشري المفضلة-ممثلة في شخص ربانها المثقف الكريم الأستاذ عبد القادر عرابي- إلا أن تتكرم على الأنا المكرَّمة، والانوات الفاضلة المكرِّمة لها، بتشر هذا الكتاب/الندوة، على حسابها الخاص، دون إعلامي بذلك، قبل تنفيذه، ومن هنا لا يسعني إلا أن أشكر "آفاق" ريادة صناعة النشر الثقافي الحصيف مضمونا، والجميل إخراجا،
وأن أشكر ذلك الحلف الأدبي الذي تمالأ -بشتى خلفياته ومشاربه- على تشريفي بهذا الصنيع البديع، دون أن يكون لي- في ذلك- أدني تدخل، ولو بشطر كلمة، عند أي فرد منه،، فهذا الاحتفاء الجماعي الذاتي التلقائي، هو الذي يشرف حقيقة،
فإلى كل من رصعت أسماؤهم غلاف الكتاب، ومحتواه وفهرسه، وللقارئ.. أقتبس مفتاح كلمتي في ختام هذا السفر:
(لقد أعجبني - بصدق، وعمق- عنوان الندوة التي احتفت بما سمته: المشروع الأدبي للدكتور أدي ولد آدب، مُقارِبَة إياه من زاوية "أنا الشاعر.. وعي الناقد"، بقدر ما أعجبني وشرفني تنسيقها من قبل صديقي الأستاذ المصطفى المعطاوي، وتبنيها من طرف مديرية الثقافة بعيون الساقية الحمراء، وتنادي خيرة أدباء تلك المناطق، ونجوم شبابها المبدعين، لتقاسم محاورها العديدة، إعدادا وإنجازا، ليؤول الحصاد الجميل، إلى كتاب رائع بذلك العنوان.
وبما أن هذه الندوة هي أول مقاربة نقدية شاملة، يكسر فيها الآخرون- بصيغة الجمع- جدار الصمت العازل، حول تلك الأنا، الشعرية النقدية، التي لم يَكتبْ عنها نقديا أكثرُ منها حول نفسها، حيث لم يكن أمامها- للبقاء قيد الإبداع- إلا أن تقرأ ذاتها بذاتها، فتكون الدارس والمدروس، بحيث تتناول الأنا الشعرية نفسها بوعي قرينتها: أناها النقدية، أو العكس، في عملية ملتبسة الفاعل، والمفعول..
وبما أن مدار الندوة الاحتفائية وعنوانها هو التعريف بأنا الشاعر، من خلال منجزه المنشور، شعريا، ونقديا، فأنا أرى أن أناي الشعرية بوعيها النقدي كانت، قبل أن يقوم الآخر من خلالكم بهذا الدور- تحاول-أحيانا كثيرة- أن تجيب نفسها، واقعيا، وغيرها افتراضيا- عن سؤال من أنا/ من أنت؟ واعية بأنه أصعب الأسئلة، لأنه يرغم الأنا أن تفكر في الأنا، وتتلمس ما به تتحقق ماهية الذات وأنويتها، ومن هنا فهو سؤال إشكالي يتنزل في عمق الفلسفة، التي عرَّفها أهمُّ أساطينِها قديما بأنَّها: معرفة النفس " اعرف نفسك"، ومهما كان السؤال مرهونا بالأدب، فإن الشقة بين الفلسفة والأدب- في رأيي- لسيت بعيدة، فكلاهما سعي لإدراك حقيقة موضوع بحثه واشتغاله، بإعمال العقل والمنطق والتفكير بشكل أكثر هناك، وإعمال الإحساس والتخييل والتصوير بشكل أكثر هنا)
من صفحة الشاعر الكبير ادي ولد آدب