.....ا
يتثاءب الوقت، ينحني أمام تمثال "النَّت" الهامد يستجديه الاستيقاظ.
وبدوري أتثاءب معه، ما من مُحفز ذهني لكتابة شيء، ولو عن تسلُّل الملل، .. يُكثِر ذهني من اختلاق أعذار التَّهرب، وكُلما اجتزتُ خطوة نحوه قفز خطوات متنصلاً، لا أستحضر اللحظات السابقة لحالة العقم الذِّهني، لكني أستكشفُ التي تعقبها لأني أعيشها.
أحيانا تصبح أدمغتنا جرداء غير مأهولة، متشرذمة الأفكار، وما في اليد من حيلة لشحذ أسنَّتها أو إرخاء أعنَّتها.
حتى الذاكرة تبعدنا عنوة عن نبش أشياء رُدَّ عليها الغطاء جزئيا فقط، أشياء قريبة.
سأترك الذهن يتثاءب ما طاب له، لكن إنْ استعاد ترتيباته مجددا لالتقاط الأفكار، سأخبره أنَّ الفنان اعل سالم ولد اعليَّ غنَّى قصيدة "لذاكو وينهو"، أو بقراءة أخرى المرتضى.. وسأسأله:«لماذا هُوَ وليسَ أنا؟».. أشعرني ذاك التناغم البركني بالغيرة.
استدعيتُ بعض التَّحمس، وفتَّشتُ في لائحة أهل المغنى في الشمال، لائحة غير مُتوِّهة لمحدوديتها، مَرَّ في ذهني الجيش ولد ابادو، وأهل "انقيميش"، وأهل "نفْرو"، وتساءلتُ: «بَسِمْ حاله اتْجرني لحصيره لأهل احْيَا بن عثمان، فيُلحّن لي "بوياگي" نَصًّا»،.. لكن الكارثة أيّ نص سمج طويل سيصلح للغناء على باب الخريف الثقيل؟ .. أخافُ عليه أن يعتزل بعدها، أوْ تنفر منه عليُّو.
ليس سرًّا أنِّي مولعة بالشعر، ولو خُيِّرتُ في اقتناء موهبة على مزاجي لاخترتُ قرض الشَّعر،.. أراهُ دومًا أنبل الإبداع وأفخمه،.. لكنها الأرزاق!
(عيني اعل الشعر ذاكْ الِّي ما عندو علاقة بمليون شاعر)
تحياتي.