خطاب إفتتاح حملة المرشح ولد الغزواني...ثقة الإنجاز و إنجاز الثقة/ القصطلاني إبراهيم

وقف الرئيس الغزواني بعد حوالي خمس سنوات في نفس المكان الذي وقف فيه و لنفس الهدف.

يعرض نفسه على الشعب، بثقة و شموخ، لم يلعن المنافسين، و لم  ينفرد بالإنجاز، تماما كما عرض نفسه على الشعب  سابقا.

و بكل ثقة و بعد أن أعتبر أن ترشحه إستجابة لنداء الأغلبية الداعمة له،  بل و لبعض أحزاب المعارضة، بدأ يتحدث عن برنامجه الإنتخابي و بتفصيل قد يكون مملا بالنسبة للبعض، لكنه و برؤية واقعية و من جانب عملي، يعبر عن ثقة بالنفس، و قوة في المواجهة، و صدق في التعامل.

الرئيس إذن يحاسب نفسه أمام الشعب، و يتتبع برنامجه الإنتخابي السابق، و يعطي أرقاما واضحة للإنجاز، و يقرأ المنجز في إطار المتاح، و بناء على ما واجهه من تحديات و إكراهات، و إنطلاقا من رؤيته الاستراتيجية التي إنطلق منها، مخبرا أن هنالك أزمات ضخمة لم تكن بالحسبان و لم تكن ضمن قائمة المخاطر المتوقعة، غيرت مسار بعض الطموحات التي ميزت برنامجه الإنتخابي، و ذكر منها كورونا و حرب أوكرانيا، و لو شاء لأضاف إليها أزمة المرجعية و لكان محقا في ذلك.

ثم بدأ في تعداد إنجازات كبيرة و معتبرة ربما لم تجد حظها من الإعلام  الذي يوصلها إلى المساحات الرمادية التي تعج بها مواقع التواصل الإجتماعي، و كان من أهمها و أكثرها حضورا المحافظة على الروح التوافقية، و الإستقرار و الأمن و  إنجازات تآزر، التي أكد الرئيس أن جانبها المتعلق بالمساعدات المباشرة النقدية و المادية، كانت قناعة راسخة منه، رغم أن أرقامها المليارية  حين توزع على مئات الآلاف تبقى مجرد لفتات عابرة، لكنه يعتبر أنها ضرورية في حق الفقراء الذين لابد من الوقوف معهم في فترات إنتظار إنجاز خطوات إقتصادية ترفع من مستواهم الاقتصادي بشكل عام.

و لأن قوة الثقة ضرورية لتلاحم القاعدة مع القمة، كان طموح الرئيس للوطن حاضرا بقوة إنطلاقا من قوته على فهم المتغيرات و التعامل مع التحديات و إحتواء الأزمات، و إبقاء قنوات التواصل فاعلة مع الجميع موالاة و معارضة، و إنطلاقا من أولويات يرى الرئيس أن المرحلة تحتاجها، و أنها حاضرة بقوة في برنامجه الإنتخابي الحالي، الذي هو تحيين و تجديد و تطوير للبرنامج السابق، إنسجاما مع المعطيات الميدانية و الآفاق المستقبلية.

و لأن خمس سنوات من الإنجاز و الممارسة العملية لإدارة مقعد الرئاسة، تعتبر تجربة تمنح صاحبها رؤية جديدة، تنضاف لرصيده السابق، كان خطاب الرئيس يحمل شحنة جديدة تضع محاور ملحة و مهمة و ذات تحدي كبير، في أولويات المرحلة القادمة. و ذلك ما بدى واضحا من خلال الإنذار و الوعيد لكل من سولت له نفسه بالإصرار على مد يده للمال العام، فلن يكون هنالك أي إعتبار يمنعه من المحاسبة و العقاب و الإبعاد.

و يختم السيد الرئيس بترسيخ ثقته بقوة برنامجه و متانته، قائلا بأنه يؤمن بوطنية منافسيه و يحترم لهم سعيهم و برامجهم، لكنه يعتبر أنه إنطلاقا من تجربته و معرفته بمفاصل الدولة، و ما وضع من رؤى و خطط واعدة، يعتبر أنه أكثر قدرة على إدارة مرافق الدولة خلال المأمورية القادمة .

إنها ثقة قوية مستمدة من سعي دؤوب لتحقيق الأفضل، و قوة  ثقة لا تزال ماثلة للعيان في شخصية فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ  محمد احمد ولد الشيخ الغزواني

هذه قراءتي لخطاب فخامة رئيس الجمهورية إنطلاقا مما سمعت و فهمت، أردت مشاركتها للقارئ الكريم، و لأني لا أزال أعتبر أن الرجل بالنسبة لي يستحق أن يمنح ثقة إعادة الإنتخاب ليصحح ما اختل و يضيف ما هو أفضل، متمنيا للوطن و للشعب مزيدا من الرقي  و الازدهار في مأمورية أكثر إشراقا و تألقا بإذن الله تعالى